مصالحة أم بيع للقضية الجنوبية؟ لقاء الزبيدي والإصلاح يثير تساؤلات حول مستقبل الجنوب وقضية شعبه



فتاة الجزيرة - الرياض - خاص

في خطوة مفاجئة على الساحة السياسية اليمنية، التقى وفد من قيادة حزب الإصلاح، الفرع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، في العاصمة الرياض.


اللقاء، الذي ناقش عدداً من القضايا المحلية والإقليمية، لاقى ترحيباً من قبل حزب الإصلاح، الذي شدد على أهمية توحيد الصف الوطني في مواجهة المليشيا الحوثية واستعادة الدولة اليمنية.


لكن، وبينما تم التأكيد على أهمية استعادة الدولة اليمنية وإنهاء انقلاب الحوثي، لم يتطرق اللقاء إلى القضية الجنوبية، التي كانت تعد "أم القضايا" في المشهد اليمني قبل انقلاب 2014. فالقضية الجنوبية، التي شهدت نضالاً طويلاً من الثورة والمقاومة ضد احتلال نظام الجمهورية العربية اليمنية لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ”دولة الجنوب“  في حرب صيف 1994، ظلت في قلب الأحداث حتى قيام "الحراك الجنوبي" عام 2007، الذي قدم شعب الجنوب عشرات الآلاف من الشهداء في المسيرات والمليونيات السلمية للمطالبة بالتحرير والاستقلال.


وبعد الحرب في 2015، التي أسفرت عن تحرير الجنوب من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، تم تفويض الزبيدي لتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في 4 مايو 2017 لتمثيل قضية شعبه، التي ناضل من أجلها ابناء الجنوب ،  لكن غياب القضية الجنوبية عن طاولة النقاش في هذا اللقاء وغيرها من اللقاءات السابقة يثير العديد من التساؤلات حول المواقف المتغيرة للزبيدي.


 فهل ضحى الزبيدي بمطالب شعبه في الجنوب مقابل مصالحه السياسية بعد أن أصبح نائباً لرئيس مجلس القيادة الرئاسي؟ أم أنه يسعى لتحقيق توحيد القوى الوطنية في إطار الدولة اليمنية الموحدة، مما قد يعرض حقوق الجنوب وقضيته للتراجع؟


هل تغيرت أولويات الزبيدي بشأن القضية الجنوبية، التي تشكل جزءاً أساسياً من هوية شعب الجنوب؟ وهل أصبح الزبيدي يخدم منصبه في السلطة المركزية أم أنه ما زال مخلصاً لقضية شعبه الذي عانى من الاحتلال منذ 1994؟ هذه الأسئلة تفتح باب النقاش حول مستقبل القضية الجنوبية في ظل التحولات السياسية الراهنة

Post a Comment

أحدث أقدم