فتاة الجزيرة - عدن - خاص
في خطوة مثيرة للقلق تطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل الأمن والاقتصاد في العاصمة المؤقتة عدن، شهدت مجموعة شركات القطيبي، خلال الشهر الماضي، تحولات استراتيجية شملت التوسع في مجالات الطيران والأمن.
وجاءت هذه الخطوة عقب دخول العميد عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد ألوية العمالقة الجنوبية، كشريك تجاري للمجموعة، لتبدأ الشركة مسارًا جديدًا بتحويلها من مجرد شركة صرافة إلى مجموعة اقتصادية متعددة الأنشطة.
ولعل أبرز التطورات كان افتتاح أول مكتب لشركة "عدن للطيران" في مطار عدن الدولي، التابعة لشركة القطيبي بالشراكة مع العميد المحرمي، مما سيساهم في تعزيز ربط المدينة بالعالم الخارجي عبر رحلات جوية منتظمة، بالإضافة إلى الطيران، شهدت شركة القطيبي توسعاً في مجال الأمن بتأسيسها شركة "القطيبي أمنكم" المتخصصة في الحراسات الأمنية، التي تهدف إلى تقديم خدمات حماية للمنشآت الأهلية والحكومية، بما فيها بنك القطيبي الإسلامي، وغيرها من الشركات والمؤسسات.
ويُثير هذا التحول التساؤل حول الدور الذي يلعبه العميد المحرمي ودعمه لشركات القطيبي الأهلية في تنفيذ مهام أمنية حساسة كان من المفترض أن تضطلع بها الأجهزة الأمنية الحكومية، خصوصاً أن كافة رواتب القوات الجنوبية يتم تحويلها حالياً عبر شركة القطيبي وفقاً لتوجيهات المحرمي، مما يعكس تحولاً في الأدوار الأمنية والاقتصادية من المؤسسات الحكومية إلى شركات أهلية خاصة.
وتظهر المخاوف حول ما إذا كان المحرمي يسعى لدعم القطاع الخاص لتعزيز أداء هذه الشركات في مجالات كانت تتولاها المؤسسات الحكومية، ما يطرح تساؤلات عن تأثير ذلك على الوضع الأمني والاقتصادي في عدن.
وجاءت تصريحات شركة "القطيبي أمنكم" في وقت سابق لتؤكد التزامها بتوفير حراس أمن مدربين على أعلى المستويات الأمنية والأخلاقية، واعتبار حماية الأنفس والأموال جزءًا من قيمها الأساسية، مستندة إلى تفسيرات دينية لتبرير أهمية عملها بدلاً من الاستناد إلى القوانين الحكومية النافذة، وقد عززت الشركة هذا الالتزام بتعاقدات دولية تهدف إلى تقديم خدمات أمان عالية الجودة وفق المعايير العالمية، الأمر الذي اعتبره البعض تهديداً للأجهزة الأمنية في المدينة ويثير مخاوف من تفاقم هيمنة الشركات الأهلية المدعومة من المحرمي.
في هذا السياق، تأتي هذه التطورات في ظل تساؤلات عدة حول جدوى السماح للشركات الأهلية بلعب أدوار كانت تقوم بها الجهات الرسمية، ومدى تأثيرها على البنية الاقتصادية والأمنية في عدن، مع ترقب ردود فعل الشارع في عدن وبقية محافظات الجنوب المحررة والجهات الحكومية حيال هذا التحول المثير للجدل في أساليب الإدارة والأمن.
إرسال تعليق